رمضان شهر الانتصارات | انتصارات ومعارك شهر رمضان
رمضان، شهر الانتصارات والعزة يعتبر موسمًا للخير والبركة ولقد ارتبط تاريخيًا بالانتصارات والفتوحات الإسلامية فهو شاهد على العديد من الانتصارات
العظيمة التي حدثت على مر التاريخ، بدءًا من الفتوحات الإسلامية كغزوة بدر الكبرى، مرورًا بفتح عمورية، معركة عين جالوت وانتهاءً بمعركة
العاشر من رمضان مما يظهر رمضان بوصفه مسرحًا لتحقيق النصر وتكمن أهمية هذا الشهر المبارك في حياة المسلمين وتاريخهم.
أبرز انتصارات ومعارك في شهر رمضان:
غزوة بدر:
في السابع عشر من شهر رمضان في السنة الثانية للهجرة التي أطلق عليها القرآن الكريم يوم الفرقان لأنها فرقت بين
الحق والباطل فأنزل الله تعالى نصره على المؤمنين وأمدهم بالملائكة المسومين ونزلت الآية الكريمة قال تعالي:
{ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123)إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124)بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125)}
وكانت غزوة بدر بين المسلمون وقريش وانتهت بانتصار المسلمين وتعتبر معركة حاسمة من معارك التاريخ كبيرة الآثر
حيث أقامت دعائم دولة مقدمة لإمبراطورية إسلامية مترامية الأطراف.
فتح مكة:
في النصف الأول من شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة خرج النبي في رمضان ومعه عشرة آلاف من المسلمين
ففتح مكة ودخلها وتوجه رسول الله إلى الكعبة وحطم ما حولها من الأصنام وإزالة ما بداخلها من صور وتماثيل
ثم جائت قريش اسلموا بين يديه وبايعوه على السمع والطاعة وعفا النبي عن قريش بقوله أنتم الطلقاء
وكان لفتح مكة صدي بعيد الآثر في الجزيرة العربية واستطاع الرسول صلي الله عليه وسلم أن يكسب
أكبر معركة في تاريخ الدعوة الاسلامية بغير حرب وإراقه الدماء.
معركة القادسية:
كانت في رمضان، سنة خمس عشرة للهجرة، بقيادة الصحابي سعد بن أبي وقاص وهي من المعارك الفاصلة
بين المسلمين والفرس، وقد عانى المسلمون في هذه المعركة من الأفيال، ونفرت منها الخيل،
ولكن القبائل العربية التي كانت حليفة لكسرى قبل إسلامها، انضمت لجيش المسلمين،
ومنها قبيلة تميم، التي كان لها دور كبير في وضع خطة لهزيمة الفيلة، بحكم خبرات
أفرادها السابقة في القتال بجوار الفرس في السابق، فنجحت هذه الخطة
في هزيمة الفرس، بعد أن استشهد الآلاف من جيش ابن أبي وقاص.
معركة شذونة:
كانت في الثامن والعشرين من شهر رمضان عام 92 هـ، وقعت المعركة شذونة على نهر لَكّة في الأندلس،
بين المسلمين بقيادة القائد البارز طارق بن زياد، وبين قوات القوط بقيادة لذريق قائد القوط استمرت
المعركة لمدة ثمانية أيام مليئة بالتحدي والبسالة حيث تصاعدت الأحداث وتبادلت القوات الضربات
وفي نهاية المعركة حلت الهزيمة لجيش لذريق حيث تُعتبر معركة شذونة نقطة تحول هامة
في تاريخ الأندلس الإسلامي، فقد فتحت الباب أمام الفتوحات الإسلامية، وساهمت
في توسيع نطاق الإسلام في المنطقة.
فتح الأندلس:
الأندلس اسم أطلقه المسلمون على شبة جزيرة أيبيريا (البرتغال وإسبانيا حاليًا) عام 711م عندما فتحوها بقيادة
طارق بن زياد وضمها للخلافة الأموية وفي الثامن والعشرين من شهر رمضان عام 92هـ كانت من أشرس المعارك
التي دارت في التاريخ الإسلامي واستمرت لمدة ثمانية أيامٍ لتنتهي بنصر للمسلمين وظلت الحضارة الإسلامية
في الأندلس متوهجة لمدة ٨ قرون كانت أحد أهم معابر الحضارة بين المسلمين وأوروبا، وانتهت الحضارة الإسلامية
في الأندلس بسقوط مملكة غرناطة في ٢ يناير ١٤٩٢م على يد الملكين فرناندو وزوجته ايزابيلا.
معركة البويب:
وقعت في الثاني عشر من شهر رمضان للعام الثاني عشر من الهجرة، عام 634 م بين جيوش المسلمين بقيادة
المثنى بن حارثة والجيوش الفارسية بسبب نقض الفرس عهودهم مع المسلمين في العراق وأغاروا عليهم،
واستطاعوا هزيمتهم في معركة الجسر لذلك انسحب الجيش بقيادة المثنى بن حارثة رضي الله عنه،وعسكر
بمنطقة تُسمى مرج السباخ وهي بين القادسية وخفان.
ولذلك جمع المثنى جيوش المسلمين بعد الهزيمة وأعاد تشكيلهم ليعيد هيبة المسلمين في العراق، وطلب المدد
من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث سمع أمراء فارس بجيش المسلمين الذي تقوى بالمدد وبالتالي
جمعوا له جيشًا آخر بقيادة مهران والتقى الجمعان في مكان يسمى البويب وكان يفصل بين الجيشين نهر الفرات،
فأرسل مهران للمثنى قائلاً: “إما أن تعبروا إلينا أو أن نعبر إليكم” فطلب منهم المثنى أن يعبروا وتواجه الطرفان
في قتالٍ شديد، واستطاع الفرس صد ضربات المسلمين في بداية القتال ولمـَّا امتد القتال لوقت كبير سدد
المثنى رضي الله عنه ضرباتٍ مباشرةً التي قادها هو بنفسه لقلب الجيش الفارسي، وبفضل شجاعة
وحكمة المثنى وإيمان المسلمين، تمكنوا من تحقيق النصر ومن الجدير بالذكر أن بعد هذه الموقعة
ارتفعت المعنويات الإسلامية إلى درجة عالية.
معركة بلاط الشهداء:
عرفت بمعركة بواتيه، كانت من أهم المعارك في التاريخ الأندلسي والتاريخ الأوروبي حيث وقعت في رمضان عام 114 هـ / 732 م
بين جيش المسلمين بقيادة عبد الرحمن الغافقي وجيوش أوروبا بقيادة شارل مارتل شهدت المعركة مناوشات عنيفة
بين الجيشين، ورغم أن الانتصار كان حليفًا للمسلمين في البداية، إلا أنها لم تحسم لطرف معين وفي وسط القتال،
استشهد قائد المسلمين عبد الرحمن الغافقي، الذي يُعتبر واحدًا من القادة البارزين حيث ساهم استشهاد
عبد الرحمن في انسحاب الجيش الإسلامي من المعركة على الرغم من أنها لم تكن نهاية محددة
للمسلمين في فتح فرنسا، إلا أنها كانت إحدى معارك التاريخ الخالدة الفاصلة.
فتح عمورية:
مدينة توجد في أسيا الصغري كانت تابعة لدولة الروم أحد الفتوحات الاسلامية التي حدثت في شهر رمضان عام 223هـ
كانت عمورية واحدة من أقوى الحصون الروميّة، وقاد الخليفة العباسى المعتصم بالله جيش المسلمين لفتح عمورية
وكان هذا الفتح بسبب إغارة الروم على مسلمي عمورية وقتل من بها وسبي النساء أنَ امرأة هاشمية استنجدت
بالمعتصم بالله فصاحت ” وامعتصماه ” نقل بعض الحاضرين الصيحة إلى المعتصم فأجاب الخليفة ” لبيك لبيك ”
وصمم المعتصم علي تأديب ثيوفيل واختيار عمورية التي كانت مسقط رأس ثيوفيل وفتحت عمورية بأيدي المسلمين.
معركة حطين:
في رمضان سنة 584هـ، بقيادة صلاح الدين الأيوبي حيث كانت معركة فاصلة بين الصليبيين والمسلمين
وتقع حطين بالقرب من قرية المجاورة بين الناصرة وطبريا انتصر فيها المسلمون ووضع فيها الصليبيون
أنفسهم في وضع صعب استراتيجيًا بين فكي كماشة من قوات صلاح الدين أسفرت عن تحرير
مملكة القدس وتحرير معظم الأراضي التي احتلها الصليبيون في الشام.
معركة عين جالوت:
في رمضان سنة 685هـ بقيادة السلطان سيف الدين قطز وكان اسمه الحقيقي محمد بن ممدود بن خوارزم شاه
وقائدة العسكري ركن الدين بيبرس ضد المغول حيث ألحق الملك المظفر قطز هزيمة بجيش المغول في معركة عين جالوت،
وعرف عبر العصور بعبارة شهيرة قالها هي: ” واه إسلاماه يا الله أنصر عبدك قطز على التتار ”
وبالتالي تمكن من هزيمتهم وتتبع جيوشهم إلى الشام.
انظر أيضًا: عبقرية سيف الدين قطز وملحمة عين جالوت
حرب أكتوبر:
في العاشر من رمضان 1363 هـ / 6 أكتوبر 1973 م شهد العالم حدثاً تاريخياً هامًا عبر نضال الجيش المصري الباسل
حيث قامت مصر بالهجوم عبر قناة السويس، وصدمت العالم بحملة عسكرية ضخمة استهدفت خطوط الدفاع
الإسرائيلية المعروفة خط بارليف وفي ذلك اليوم، شنت مصر هجومًا مفاجئًا على الجيش الإسرائيلي المتمركز في
سيناء وذلك انطلاقاً من العاشرة صباحًا وقد أظهرت القوات المصرية والتكتيكات الحربية البارعة في تحقيق الانتصارات.
حيث عبر الجيش المصري قناة السويس محطمًا خط بارليف المنيع وألحق الجيش المصري خسائر فادحة في صفوف
العدو الإسرائيلي وتحرير كل شبر من أراضى سيناء وكان هذا الانتصار الباهر بمثابة درس للعالم كله وأظهر قوة وإرادة
الشعب المصري في استعادة حقوقه وأرضه يعتبر العاشر من رمضان محطة هامة في تاريخ مصر والعالم العربي
ويظل يومًا لا يُنسى في ذاكرة الأجيال حيث تحقق فيه النصر والكرامة لشعب مصر العظيم.
دروس وعبر من انتصارات شهر رمضان:
الثقة بالله: أهمية الثقة بالله والاعتماد عليه في جميع الأمور، حيث أن الانتصارات التي حققها المسلمون كانت بسبب توكلهم على الله وثقتهم الكاملة به.
العمل الجماعي: قيمة العمل الجماعي في سبيل تحقيق الأهداف النبيلة النصر لم يكن من نصيب فرد واحد بل كان نتيجة جهود مشتركة وتعاون متبادل.
الاستعداد والتخطيط: أهمية الاستعداد والتخطيط الجيد قبل المواجهة، حيث أن الانتصارات لم تأتِ من فراغ بل كانت نتيجة التخطيط الدقيق.
الثبات على الحق: أهمية الثبات على الحق ومواجهة الظلم الانتصارات التي حققها المسلمون لصالح الحق.
هذه بعض الدروس والعبر التي تستفيد من انتصارات شهر رمضان، والتي تعكس قيم الإسلام
والتعاليم السامية التي يحملها هذا الشهر المبارك.
في ختام هذا المقال، نجد أن شهر رمضان ليس فقط للصيام والعبادة، بل شهد على العديد من المعارك والانتصارات
التي شهدتها الأمة الإسلامية عبر التاريخ فبالتالي تبرز عظمة العزيمة والإيمان الذين قدموا التضحيات ومن خلال
استلهام دروس الصبر والتضحية إن هذه المعارك تبرز عظمة العزيمة والإيمان التي كانت لديهم.
اقرأ أيضًا: الاستعداد لرمضان/كيف تستعد لشهر رمضان الكريم
اقرأ أيضًا: كيف تزيد انتاجيتك في شهر رمضان
الكاتبة: سارة أبوهجم