مهارات ما قبل الكتابة الأساس لبناء كاتب ناجح

مهارات ما قبل الكتابة  من المراحل الأساسية في عملية الكتابة، سواء كانت أكاديمية أو إبداعية.

تمثل هذه المهارات الأساس الذي يستند إليه الكاتب في صياغة وتنظيم أفكاره، مما يسهم في إنتاج نصوص عالية الجودة.

تتضمن عملية الكتابة مجموعة من الخطوات التي تسبق الكتابة الفعلية.

يمكن تلخيص هذه المهارات في عدة جوانب رئيسية تهيئ الكاتب للتعبير عن أفكاره بطريقة منظمة ومنهجية.

مهارات ما قبل الكتابة

1. العصف الذهني

مهارات ما قبل الكتابة

تعتبر الخطوة الأولى في مرحلة ما قبل الكتابة هي العصف الذهني.

هذه المهارة تساهم في مساعدة الكاتب على توليد الأفكار واستكشاف جميع الاحتمالات المتعلقة بالموضوع الذي ينوي الكتابة عنه.

من خلال العصف الذهني، يستطيع الكاتب توسيع آفاق تفكيره واستخراج أفكار جديدة وغير متوقعة.

يمكن تنفيذ العصف الذهني بطرق متنوعة، على سبيل المثال الكتابة الحرة حيث يقوم الكاتب بتدوين أفكاره دون قيود لفترة زمنية معينة، أو من خلال رسم خرائط ذهنية تربط الأفكار بشكل بصري.

 2. تحديد الهدف والجمهور

تحديد الجمهور

تحديد الأهداف والجمهور هو الخطوة أساسي في عملية ما قبل الكتابة، لأنه يؤثر بشكل مباشر على كيفية صياغة الأفكار، وتوجيه المحتوى، ثم تحديد اللغة والأسلوب المستخدمين.

1. أهمية تحديد الهدف من الكتابة

الهدف من الكتابة هو البوصلة التي توجه الكاتب أثناء إنشاء المحتوى.

تتنوع أهداف الكتابة بشكل كبير، وقد تشمل ما يلي:

  •  الإعلام: يكون الهدف هنا تزويد القارئ بالمعلومات الدقيقة والمفيدة حول موضوع معين، مثل كتابة مقالة صحفية أو تقرير علمي.
  •  الإقناع: يستخدم هذا الهدف عندما يسعى الكاتب إلى تغيير رأي القارئ أو دفعه لاتخاذ إجراء معين. هذا شائع في المقالات الجدلية، والمقالات التسويقية.
  • الترفيه: يشمل هذا الهدف القصص الخيالية، والروايات، والمدونات الشخصية التي تهدف إلى تسلية الجمهور.
  • التثقيف: يستخدم هذا الهدف عند كتابة مواد تعليمية على سبيل المثال الكتب الدراسية أو المقالات التي تشرح مفاهيم معقدة بطريقة مبسطة.
  • التعبير الشخصي: يمكن أن يكون الهدف أحياناً هو التعبير عن مشاعر أو أفكار شخصية، مثل كتابة يوميات أو قصص ذاتية.

في النهاية معرفة الهدف المحدد من الكتابة يساعد الكاتب على تحديد الأسلوب، وطريقة تنظيم المحتوى، والوسائل الأكثر فعالية لتحقيق هذا الهدف.

على سبيل المثال، إذا كان الهدف هو الإقناع، فقد يحتاج الكاتب إلى الاعتماد على الحجج القوية والدلائل المقنعة، بينما إذا كان الهدف هو الترفيه، يجب أن يكون النص سلساً وجذاباً، وربما يعتمد على السرد القصصي.

2. أهمية تحديد الجمهور المستهدف

فهم الجمهور المستهدف لا يقل أهمية عن تحديد الهدف من الكتابة.

عندما يعرف الكاتب من سيقرأ النص، يمكنه تخصيص المحتوى ليتناسب مع احتياجات القارئ واهتماماته.

فالجمهور المستهدف هو الفئة التي سيكتب لها الكاتب، وهو يؤثر على الكثير من جوانب الكتابة، منها:

  • اختيار اللغة: الجمهور يؤثر بشكل كبير على اللغة المستخدمة، هل يجب أن تكون اللغة بسيطة أم متقدمة؟ رسمية أم غير رسمية؟ هل يفضل الجمهور مصطلحات فنية أم يجب تبسيط المعلومات؟
  •  الأسلوب: إذا كان الجمهور متخصصاً، فإن الكاتب يحتاج إلى اعتماد أسلوب تقني ودقيق، أما إذا كان الجمهور عاماً، فيجب أن يكون الأسلوب أكثر سهولة في الفهم.
  • الطول والعمق: الجمهور يؤثر أيضاً على مدى تعمق الكاتب في الموضوع، فالنص الذي يستهدف جمهوراً غير متخصص يجب أن يكون مختصراً ومباشراً، بينما يمكن التوسع في التفاصيل إذا كان الجمهور مهتماً بالموضوع بشكل كبير.
  • نوعية المحتوى: الجمهور يحدد طبيعة الموضوعات التي يجب التركيز عليها، على سبيل المثال، إذا كان الجمهور من طلاب الجامعة، قد يرغبون في قراءة مقالات تتعلق بالتعليم العالي أو التطور المهني، في حين أن جمهوراً من رواد الأعمال قد يهتم أكثر بالمقالات التي تتناول أساليب القيادة وإدارة الأعمال.

– تحليل الجمهور: يمكن أن يقوم الكاتب بتحليل الجمهور بشكل أكثر دقة من خلال دراسة الفئة العمرية، التعليم، الاهتمامات، وحتى التوجهات الثقافية والاجتماعية.

على سبيل المثال، قد يحتاج النص الذي يوجه للشباب إلى أسلوب ديناميكي وحديث، بينما قد يحتاج النص الموجه للمتخصصين إلى مصطلحات تقنية وأسلوب أكثر رسمية.

في النهاية تحديد الأهداف والجمهور هو خطوة أساسية في مرحلة ما قبل الكتابة، إذ إنه يؤثر بشكل مباشر على كل جوانب النص، من اللغة والأسلوب إلى تنظيم المحتوى واختيار الموضوعات.

كلما كان الكاتب أكثر وضوحاً في فهم هدفه وفئة جمهوره، كان قادراً على إنتاج نصوص أكثر فعالية وإقناعاً.

 3. جمع المعلومات والبحث

جمع المعلومات

بعد تحديد الهدف والجمهور المستهدف، يصبح من الضروري جمع المعلومات اللازمة.

يعتبر البحث من أبرز المهارات التي تسبق عملية الكتابة، حيث يتيح للكاتب الحصول على معلومات دقيقة ومفصلة حول الموضوع المطروح.

يضمن البحث الجيد أن تكون الكتابة مدعومة بالحقائق والمصادر الموثوقة، مما يعزز من مصداقية النص.

يمكن إجراء البحث من خلال المصادر التقليدية مثل الكتب والمقالات الأكاديمية، أو عبر الإنترنت والمصادر الإلكترونية المتاحة.

 4. تنظيم الأفكار

تنظيم الأفكار

بعد جمع الأفكار والمعلومات، يجب على الكاتب تنظيمها بشكل منطقي.

فالتنظيم الجيد يسهل على القارئ متابعة الأفكار وفهمها.

يمكن الاستعانة بخرائط ذهنية أو قوائم مرتبة لتقسيم الأفكار إلى فئات، أو إعداد مخططات توضح تسلسل النص من المقدمة إلى الخاتمة.

هذه الخطوة تضمن أن تكون الكتابة سلسة ومترابطة.

5. إنشاء مخطط أولي (Outline

مخطط

إن إعداد المخطط الأولي يعد خطوة أساسية لتنظيم الأفكار بطريقة منهجية قبل بدء الكتابة.

يتيح هذا المخطط للكاتب تصور النص بشكل شامل قبل البدء في الكتابة الفعلية، كما يحدد العناصر الرئيسية التي سيتم تناولها في كل جزء من النص.

يمكن أن يتضمن المخطط مقدمة، وجسم النص، وخاتمة، بالإضافة إلى النقاط الفرعية التي توضح تفاصيل كل قسم.

 

اقرأ أيضًا: تعلم كتابه المحتوى.

 6. عمل مقدمة مشوقة

مقدمة

تعتبر المقدمة المدخل الأساسي للنص وأول ما يلفت انتباه القارئ، لذا ينبغي أن تكون مثيرة وجذابة.

من خلال مهارات ما قبل الكتابة، يمكن للكاتب استكشاف أفضل السبل لجذب اهتمام الجمهور منذ اللحظة الأولى.

سواء كانت المقدمة تبدأ بسؤال يثير التفكير أو بمعلومة مدهشة، فإن الهدف هو تشجيع القارئ على الاستمرار في القراءة.

7. وضع إطار زمني للكتابة

كتابة

يعتبر التخطيط الزمني أحد المهارات الأساسية التي تسبق عملية الكتابة، حيث يتعين على الكاتب وضع جدول زمني يتماشى مع المواعيد النهائية.

يساعد التخطيط الجيد للوقت الكاتب على تنظيم عمله، مما يساهم في تجنب التسرع الذي قد يؤثر سلباً على جودة النص.

 

 8. التحضير النفسي

التحضير النفسي

لا يمكن تجاهل أهمية التحضير النفسي من أهم مهارات ما قبل الكتابة.

ينبغي على الكاتب أن يكون في حالة ذهنية مهيأة للإبداع والتفكير المنظم.

يمكن أن تسهم ممارسة التأمل أو المشي في الطبيعة في تهدئة الذهن وتحفيز الأفكار.

كما يحتاج الكاتب إلى التغلب على أي عوائق نفسية، على سبيل المثال الخوف من الفشل أو التردد، ليتمكن من الانطلاق في الكتابة بثقة.

9. مراعاة الأسلوب والصوت

الصوت

الأسلوب والصوت هما العنصران اللذان يميزان الكاتب عن غيره.

لذلك، يجب على الكاتب أن يحدد منذ البداية نوع الأسلوب الذي سيستخدمه.

هل سيكون الأسلوب رسمياً أم غير رسمي؟ هل سيعتمد على الجدية أم المزاح؟ تحديد الأسلوب يساعد الكاتب في الحفاظ على تناغم النص واستمرارية صوته الخاص، مما يضيف لمسة شخصية إلى الكتابة.

 

 10. مراجعة الأفكار وتعديلها

مراجعة

قبل البدء في الكتابة، يمكن للكاتب أن يقوم بمرحلة مراجعة نهائية للأفكار والمخطط الأولي.

تتيح هذه المراجعة فرصة لإعادة تقييم الأفكار والتأكد من تماسكها وترابطها.

قد يتطلب الأمر إجراء بعض التعديلات الطفيفة على المخطط أو توسيع بعض النقاط قبل الانطلاق في عملية الكتابة.

 

في النهاية أهمية مهارات ما قبل الكتابة  لا تقل أهمية عن عملية الكتابة نفسها، بل إنها تساهم بشكل كبير في تحديد مدى نجاح النص النهائي.

من خلال تطوير هذه المهارات، يتمكن الكاتب من تجاوز الكثير من التحديات التي تواجهه أثناء الكتابة.

هذه المهارات لا تجعل الكتابة أسهل فقط، بل تساهم أيضاً في رفع جودة النص وجعل العملية الكتابية أكثر تنظيماً وإبداعاً.

اقرأ أيضًا: أفضل كورس كتابة المحتوى التفصيلي.

الملخص

مهارات ما قبل الكتابة تمثل الأساس الذي يعتمد عليه أي كاتب ناجح.

من خلال العصف الذهني، وتحديد الهدف والجمهور، وجمع المعلومات، وتنظيم الأفكار، يمكن للكاتب بناء نص متكامل ومقنع.

الكتابة ليست مجرد عملية تلقائية، بل هي عملية مدروسة تبدأ قبل البدء في كتابة أول كلمة.

كلما كان الكاتب أكثر استعداداً وتنظيماً في مهارات ما قبل الكتابة، كانت النتيجة النهائية أكثر تأثيراً ونجاحاً.

 

كانت معكم الكاتبة إيمان عثمان.

للمزيد: