كيفية تعلم اللغات بذكاء وسرعة: منهج عملي من الصفر
كيفية تعلم اللغات بذكاء وسرعة: منهج عملي من الصفر
عن كيفية تعلم اللغات يقول بيل هاندلي:
في رأيي أن المرء ينبغي عليه أن يتعلَّم أيَّ لغةٍ بكفاءةٍ ممتازةٍ في غضون عام، ومن المفترض أن تبدأ في التحدُّث بهذه اللغة في الأسبوع الأول من الدراسة.
هل تعلم من هو بيل هاندلي؟ هو معلِّمٌ ملهمٌ شهير، وأحد الخبراء على مستوى العالم في طرق التدريس. وهو يتحدَّث خمس عشرة لغةً بدرجاتٍ مختلفةٍ من الطلاقة، وشغوفٌ بتعلُّم اللغات، ويؤمن بأن تعلُّم اللغات ينبغي أن يكون مغامَرةً. له العديد من المؤلَّفات الشهيرة، من بينها: «طرق سريعة لتعلُّم الرياضيات للأطفال».
ويرى بيل هاندلي أن من المفترض أن تكون قادرًا على الإلمام بأيِّ لغةٍ تقريبًا بدرجةٍ جيدةٍ تمامًا في غضون شهر، إذا كنتَ في حاجةٍ حقيقيةٍ إلى ذلك؛ فبعدَ شهرٍ واحدٍ فحسب، ينبغي أن تكون قادرًا على السفر في أنحاء البلد، والسؤال عن الاتجاهات، والقيادة، وطلب الوجبات، والحجز في فندق، وإجراء محادثاتٍ بسيطة.
وهذا الشخص هاندلي لديه كتابٌ يتحدث عن كيفية تعلُّم لغةٍ جديدةٍ بسرعةٍ وسهولة وقد قامت مؤسسة هنداوي بترجمته للعربية، لذلك بمعونة هذا الكتاب -سنعتمد عليه بشكلٍ كبير- سنحاول إرشادك إلى المنهجية الصحيحة لتعلُّم اللغات.
لماذا نتعلم اللغات؟
معظم من يتعلَّمون اللغات الجديدة يكون لديهم أسبابٌ قويةٌ وملحَّةٌ لذلك، وهذا ما ينبغي أن يكون، لأن هذه الأسباب هي التي ستدفعك للاستمرار في تعلم أي لغة بكفاءة عالية، ومن هذه الأسباب:
- العمل؛ فلعلك تتعامل مع أشخاصٍ أو شركاتٍ يديرون أعمالَهم بلغةٍ أجنبية، وستستفيد من القدرة على التحدُّث بلغة المورِّد أو المقرِّ الرئيسي لشركتك.
- وقد تكون مضطر إلى السفر، وترغب في أن تكون قادر على التواصُل مع أهل تلك البلاد بلغتهم الأم.
- أو تسعى لتعلُّمُ لغةٍ جديدةٍ لكي تكون وسيلة للتعرُّف على الشعوب والثقافات.
- أو ربما تدرس أو تبحث في موضوعٍ معظمُ المعلومات المنشورة عنه بلغةٍ أجنبية، والاطِّلاعُ على المصادر الأصلية سيساعدك حتمًا تعلم تلك اللغة.
- وإذا كنتَ تدرس بالخارج، فأنت في حاجةٍ إلى إلمامٍ كبيرٍ باللغة.
- ربما أنت «مضطر» لتعلُّم اللغة لأنك تدرس مادةً تقتضي الإلمامَ بهذه اللغة وليس لك من الأمر شيء.
- ومن الممكن أن يكون تعلم اللغات لأسبابٍ تبدو تافهةً في ظاهرها؛ كأنْ تحبَّ صوتَ لغةٍ بعينها، أو تكون قد اشتريتَ منهجًا زهيدَ الثمن باللغة التي تتعلَّمها، أو أنك شغوفٌ بأصول اللغة التي تريد تعلُّمها، أو حتى بأصول لغتك، وربما تريد أن تتعلَّم لغةً بعينها بهدف التحدِّي أو المتعة.
وبشكلٍ عام، إنَّ تعلُّم لغةٍ جديدةٍ يحفظ شبابَ المخ؛ فهي طريقةٌ ممتعةٌ للحفاظ على العقل في حالةٍ جيدةٍ ولتشغيله.
وفي الواقع، أصدرتْ رابطةُ علماء النفس الكنديين بيانًا عام ٢٠٠٤، تؤكِّد فيه أن القدرة على التحدُّث بلغتين أو أكثر قد يَحُول دون بعض تأثيرات الشيخوخة على وظائف المخ، ويؤخِّر الإصابةَ بمرض ألزهايمر.
وإنْ كنتَ قد درستَ بالفعل إحدى اللغات الأجنبية، سواء أتعلمتَها في المدرسة أم لأيِّ سببٍ آخر، فإنك لن تجد صعوبةً في تعلُّم اللغة التالية؛ إذ سيتحسَّن مستواك مع الممارسة؛ لأنك تعرف كيف تتعامل مع هذا بشكلٍ طبيعي، بالإضافة إلى فَهْم آلية القواعد اللغوية بدرجةٍ أفضل، ورؤية أوجه التشابُه، وإدراك أصول الكلمات واشتقاقاتها.
على سبيل المثال: إذا كنتَ قد تعلَّمتَ الفرنسية، فإنك لن تجد صعوبةً في تعلُّم الإسبانية أو الإيطالية، وإذا كنتَ قد درستَ الألمانية، فلن تجد صعوبةً في تعلُّم الهولندية أو أيِّ لغةٍ من اللغات الإسكندنافية؛ وسيمنحك الإلمامُ بالروسية تميُّزًا في تعلُّم أيٍّ من اللغات السلافية.
كيف تستعد لتعلُّم أي لغة؟
أنا أتعلم اللغة الألمانية وفثمة حكمةٌ تعلَّمتُها خلال دورة تعلُّم اللغة الألمانية تقول: «كلُّ البدايات صعبةٌ.»، فيجب أن تدرك أن بداية أي مشروع تعلُّم، خصوصًا تعلُّم اللغات، ليست بالسهل، خاصة عندما تنظر للغة ككتلة واحدة.
فتعتقد أن تعلُّم هذه اللغة صعبٌ أو مستحيل، فلا تبدأ التعلُّم، وهذا خطأ نقع فيه جميعنا، ويجعلنا ندخل في دوامةٍ من التسويف، لذلك أفضل نهجٍ ينبغي أن ينتهجه المرء هو أن يقسِّم أوقات المذاكرة على فتراتٍ قصيرة، ويضع لنفسه بعضَ الأهداف الصغيرة.
أي اعتبر أن تعلُّم أي لغةٍ جديدة هو عبارة عن أكل فيل، فكيف تأكل فيلًا ضخمًا؟ قطعةً قطعةً، وإن طالت المدة فحتمًا ستأكله وتنتهي منه، أليس كذلك؟ نفّذ هذا الأمر في أي شيءٍ تستصعبه في حياتك.
وهذه خطوات ستساعدك على تعلُّم أي لغةٍ جديدة:
1. الاستغلال الجيد للوقت
ليس المراد أن تمكث كلَّ يومٍ ثلاث ساعاتٍ تتعلم اللغة، لكن أن تلتزم يوميًّا بنصف ساعةٍ مقسَّمة إلى فتراتٍ زمنيةٍ قصيرة، مدةُ كلٍّ منها خمس أو عشر دقائق، تقضيها في تعلُّم «اللغة الهدف» (اللغة المراد تعلُّمها). سيؤتي هذا ثماره، لأنك غالبًا عندما تحدد مدةً طويلةً هكذا فلن تستمر كثيرًا، وستمل وتشعر بالصعوبة، ولن تُكمل الطريق، بعكس لو كنت تسير ببطءٍ لكن بوتيرةٍ مستمرةٍ وثابتة.
2. كن أنت معلِّم نفسك
أي أن تقرِّر كيف ستتعلَّم، وماهية المواد التعليمية التي ستستعين بها. يمكنك أن تأخذ بنصيحة الآخرين، لكن القرار يرجع إليك. وهذا سيتطلب منك أن تكون ملم بمهارات التعلم وتعرف كيف تتعلم.
وأنت لن تتعلَّم اللغة غالبًا باتِّباع منهجٍ واحدٍ فحسب، بل ستستخدم بضعَ منهجياتٍ في نفس الوقت، وبدلًا من أن تشقَّ طريقك باستخدام كتابٍ دراسيٍّ واحدٍ أو دورةٍ واحدةٍ لتعليم اللغة، سوف تستخدِم عديدًا من الكتب الدراسية، وأكبرَ عددٍ ممكنٍ من الوسائل المساعدة الأخرى في تعلُّم اللغة.
وبدلًا من الاجتهاد في تعلُّم اللغة، ستستمتع باللعب باللغة.
اختيار اللغة
هل اخترتَ اللغة التي ترغب في تعلُّمها؟ اسأل الآخرين أي لغةٍ هي الأصلح لك. سيُجيبك جميعهم بإجاباتٍ متحيِّزة؛ لأن لغته أو لغتها هي الأفضل دائمًا؛ وعليه، ينبغي أن يكون سؤالك التالي هو: «إذا كنتُ أرغب في تعلُّم لغةٍ أجنبيةٍ ثانيةٍ أيضًا؛ فأيُّ لغةٍ ستكون الأكثر نفعًا؟»
تحديد الأهداف
ينبغي أن تكون لديك أهدافٌ واضحةٌ عندما تتخذ قرارك بتعلُّم لغةٍ بعينها. يجدر بك تحديد هدفٍ على المدى البعيد، وأيضًا أهدافٍ على المدى القصير إبّان عملية التعلُّم.
وثمة ثلاثُ خطواتٍ لا غنى عنها لتحقيق أي هدفٍ تحدده:
(١) حدِّدْ ما تريد.
(٢) أعدَّ خطةً لتحقيق ما تريد.
(٣) نفِّذِ الخطة.
ففي أثناء وضع خطة التعلُّم لا بد أن تختار المستوى الذي تريد الوصول إليه؛ وهذا هو هدفك الطويل المدى. سيعتمد المستوى الذي تريد الوصولَ إليه في المقام الأول على السبب الذي تريد تعلُّم اللغة من أجله.
وعندما تحدد أهدافًا، فمن الجيد دائمًا أن تضع لنفسك موعدًا نهائيًّا للوصول لهذه الأهداف، وذلك لأن حدودك الزمنية إن لم تكن واضحةَ المعالم أو محدَّدةَ النهايات، فالأرجح أنك لن تحقِّق هدفك أبدًا.
بعد ذلك، تحتاج إلى وضع أهدافٍ قصيرة المدى. قد يكون هدفُك تعلُّمَ درسٍ واحدٍ كلَّ يوم، أو أن تقضي أربعين دقيقةً يوميًّا في دراسة اللغة، مقسَّمةً إلى فتراتٍ، مدةُ كلٍّ منها خمس أو عشر دقائق.
أنت الذي تقرِّر، لكن احرص على أن تكون أهدافُك واقعيةً.
ما من قانونٍ يمنعك من تغيير التزامك إذا كنتَ تجد أنك في حاجةٍ إلى مزيدٍ من الوقت، أو أن ظروفك تتغيَّر، وإنْ كان من المفيد أن تكون على درايةٍ بما يمكنك تدبُّره كلَّ يومٍ عندما تحدِّد التزامَك في البداية.
كيف تختار أدواتك في تعلُّم اللغة الجديدة؟
1. الاستعانة بالمناهج أو الدورات المعدة لتعليم اللغات
هناك دوراتٌ لتعليم اللغات تُعرَض للبيع أو تكون متاحة للاشتراك فيه والحضور بشكل مباشر، تتراوح تكلفتها في أي مكانٍ ما بين خمسين دولارًا وعدة آلافٍ من الدولارات. ولكن كيف إذن يُعرَض كثيرٌ من هذه الدورات التعليمية للبيع على أنها مُستعمَلة أو ناجحةٌ ومجرَّبة، على الرغم من أنها لم تكد تُمسّ؟
يرجع هذا إلى أن تعلُّم أي لغةٍ يحتاج إلى قوة الإرادة.
لذلك انتبه؛ كثيرون يدفعون آلاف الدولارات لشراء مناهج تعليم اللغة التي يظنون أنها ستقوم بمهمة التعلُّم نيابةً عنهم. ويغيب عن بالهم أن برنامج تعلُّم اللغة غالي الثمن عديمُ النفع ما لم يُستخدم.
أيضًا، تتمثَّل المشكلة في أن السعر لا يكون دائمًا دليلًا موثوقًا فيه على قيمة منهج تعلُّم اللغة.
لكن على أي حال، ليس من المفترض الاعتماد على المنهج بمفرده، بل ينبغي استخدامه مقترنًا بمواد تعليميةٍ أخرى؛ وسأسهب في الحديث عن المناهج اللغوية الكاملة في هذا المقال.
وقد تجد بعض المناهج والمسارات التعليمية الجاهزة التي يمكنك الاستعانة بها، على سبيل المثال تقدم منصة علمني، عشرات المسارات عن تعلم اللغات، ومن هذه المسارات: مسار تعلم اللغة اليابانية، مسار اللغة الكورية، مسار اللغة الهولندية، ومسار اللغة الصينية، وكذلك اللغة التركية، ولغات أخرى كثيرة.
2. الكتب الدراسية
في بداية تعلُّم أي لغةٍ أنت في حاجةٍ إلى كتابٍ دراسيٍّ، فمثلًا الكاتب هاندلي يقول: إنه يفضِّل الكتبَ الدراسية التي تعلِّم اللغة المنطوقة والسرد أيضًا، والمقصود باللغة المنطوقة لغة الحوار.
فيمكن أن تقرأ قصصًا، وقد تكون القصةُ ممتعةً في قراءتها، لكنها لن تعلِّمك اللغةَ التي تحتاج إلى معرفتها لكي تتحدَّث إلى أحدهم، أو تسأل عن الاتجاهات، أو تشتري كوبًا من القهوة. ابحث عن الكتب التي تشتمل على السرد والحوار.
ويمكنك أن تستعين بالبحث لمعرفة الكتاب المناسب، ففي تعلُّم اللغة الإنجليزية أرشّح لك كتب إبراهيم عادل، صاحب قناة «ذا أمريكان إنجليش» الشهيرة، وفي تعلُّم اللغة الألمانية عليك بسلسلة كتب Spektrum.
3. القواميس
هذه نقطةٌ سهلة؛ فمنذ عدة سنوات كان يتحتم عليك شراء قاموسٍ ورقيٍّ، وهناك أناسٌ لا تزال تفضّل هذه الطريقة حتى الآن، ولكن الآن القواميس ومواقع الترجمة الإلكترونية توفّر عليك الكثير من العناء.
ويمكنك البحث عن أشهر مواقع الترجمة للغة التي تتعلّمها، واختيار ما يناسبك منها. لكن ربما تحتاج إلى شراء قاموسٍ متخصصٍ إذا كان سبب تعلّم اللغة تخصصًا ما. فمثلًا إذا كنت تعمل في مجال الطب فستحتاج إلى قاموسٍ طبيٍّ متخصص.
4. كُتُب العبارات
إلى جانب القاموس، أنت بحاجةٍ إلى كتابِ عباراتٍ؛ وكتبُ العبارات هذه، بدلًا من أن تحتوي على كلماتٍ متفرقةٍ أو قوائمَ كلماتٍ لا تنتهي، فهذا النوع من الكتب يجمع لك عباراتٍ وجملًا تحت موضوعٍ بعينه.
فمثلًا إذا كنت ذاهبًا للطبيب، فستجد فيه أغلب العبارات التي تحتاجها في هذا الموقف، وهكذا.
وهذا سيساعدك في تعلُّم اللغة للحياة اليومية، التي تحتاجها حقًّا، بعباراتٍ وجملٍ سهلة الاستدعاء، وليس مجرد كلماتٍ متفرقة.
5. المحتوى الصوتي
الاستماع إلى المحتوى الصوتي باللغة التي تريد تعلُّمها سيساعدك في إتقان اللكنة وجعل اللغة مألوفةً لك. ولتعلُّم مقدار الاستفادة من الاستماع -ويا حبذا لو كان برفقته نصٌّ مكتوب- تذكّر أن الطفل في أول خطوةٍ لتعلُّم لغته الأم يظل يسمع من حوله كثيرًا، في البداية لا يفهم شيئًا، وبمرور الوقت يصبح طليقًا في اللغة.
6. الإنترنت
تقدّم شبكةُ الإنترنت ثروةً من المواد التعليمية في أي لغة؛ يمكنك زيارة صفحات الويب باللغة المراد تعلُّمها وتحميل المقالات للقراءة، والملفات الصوتية للاستماع. كما أن المواقع الإخبارية نافعةٌ جدًّا؛ إذ يمكنك طباعة عناوين الأخبار الرئيسية لليوم باللغة المراد تعلُّمها، سيكون كلُّ عنوانٍ رئيسيٍّ قصيرًا ومتعلقًا بالحياة اليومية.
ويمكنك أيضًا العثور على مواقع تهدف إلى مساعدة متعلّمي اللغة وتبادل اللغات وممارستها مع المتحدثين الأصليين.
7. بطاقات التعلُّم
بطاقاتُ التعلُّم أو «الفلاش كار» هي طريقةٌ ناجحةٌ عند كثيرٍ من الأشخاص في تعلُّم اللغات، والبعض الآخر لا يفضّلها. لكن على العموم يمكنك أن تقرأ عن آلية التعلُّم ببطاقات التعلُّم سواء بشكلٍ يدويٍّ أو بواسطة تطبيقٍ مثل Anki، سيساعدك هذا في معرفة كيفية تثبيت الكلمات والمفردات الجديدة ومراجعتها جيدًا.
كيف تنطلق في تعلم أي لغة؟
(١) تعلَّم كيفية قراءة اللغة
تتمثَّل الخطوة الأولى لتعلُّم اللغةِ الهدفِ في تعلُّم كيفية قراءتها؛ لذا يتعيَّن عليك أن تعرف صوتَ كلِّ حرف أو مجموعةٍ من الحروف. ربما تبدو الحروف مألوفة، لكن ربما يكون لها صوتٌ مختلفٌ في اللغة التي تدرسها عن ذلك الصوت الذي تعرفه.
(٢) التعلُّم من الكتب الدراسية
عندما تشعر بالرضا عن تحصيلك في التهجئة والنطق، فقد آن الأوانُ لبدء تعلُّم اللغة من الكتب التعليمية. اقرأ أول فصلين أو ثلاثة فصول من عدة كتبٍ تعليمية. فقط اقرأ النصَّ الأجنبي بصوتٍ عالٍ.
وغالبًا ما سيكون محتوى هذه الفصول من الكتب المختلفة متشابهًا إلى حدٍّ ما، وهذا أمرٌ حسن؛ أولًا: لأن التكرار مفيد، وثانيًا: قد تقودك الاختلافات في الشروح إلى فَهْمٍ أفضل.
وبناءً على ذلك تختار الكتاب الرئيسي الذي ستركِّز عليه في تعلُّم اللغة وتستمر منه.
(٣) موجتان أو مرحلتان في تعلُّم اللغة
طريقة «الموجتين» في التعلُّم تقوم على مرحلتين:
- الموجة الأولى: اقرأ الفصول والتمارين بسرعةٍ دون التركيز على الحل أو الحفظ، واهتم فقط بفهم المعنى والقواعد بشكلٍ عام، حتى لو نسيتَ المفردات. الهدف هنا هو الفهم والإدراك السريع.
- الموجة الثانية: بعد 6–8 أسابيع، عد إلى البداية وابدأ الدراسة بعمقٍ؛ حلّ التمارين، وترجم، وراجع القواعد من جديد، وستجدها أسهل لأنك مارستها سابقًا.
في الموجة الأولى يكون التعلُّم سلبيًا، وفي الثانية يصبح فعّالًا.
(٤) استخدام كتاب العبارات
الآن استعِنْ بكتاب العبارات المُخصَّص. اقرأ التعبيرات الأساسية وردِّدْها بصوتٍ مرتفع. في الغالب يبدأ الكتاب بالتحيات والتعبيرات المهذَّبة؛ مثل: «مرحبًا»، و«رافقتك السلامة»، و«من فضلك»، و«شكرًا لك»، و«إني آسف»، و«معذرةً»، و«أين دورة المياه؟».
ردِّدْ هذه العبارات بصوتٍ مرتفع عدة مراتٍ في اليوم، وسرعان ما ستصبح جزءًا من معرفتك عن اللغة.
(٥) تعلَّمِ اللغةَ التي تحتاجها
تعلَّم اللغة بالطريقة التي تنفعك؛ فمثلًا إذا كنتَ تريد تعلُّم اللغة الإنجليزية لتعلُّم مجال التسويق الإلكتروني بها، فركِّز على تعلُّم عباراتٍ عن التسويق وبعض الجمل الأساسية، وشاهد أو استمع إلى محتوى صوتي عن هذا المجال باللغة التي تتعلَّمها.
أي أن تتعلَّم ما تحتاج من اللغة، ولا تذهب مثلًا لتعلُّم المصطلحات والعبارات الطبية وأنتَ لستَ بحاجةٍ لها.
(٦) استعمل قاعدة ٨٠ / ٢٠
قاعدة ٨٠ / ٢٠ التي وضعها باريتو عام ١٩٠٦ تنصّ على أن ٢٠٪ من الجهود تُنتج ٨٠٪ من النتائج. تنطبق هذه الفكرة على الثروة والمبيعات وإدارة الوقت وحتى تعلُّم اللغات.
في اللغة، نحو ٢٠٪ من الكلمات تُستخدم في ٨٠٪ من المحادثات. لذا، تعلَّم الألف كلمةٍ الأكثر شيوعًا يكفي لإجراء حواراتٍ مفهومة، بل إن أكثر ١٠٠ كلمة تغطي نصف ما يُقال عادةً.
القاعدة الذهبية: اختر مفرداتك بذكاء، وركِّز على الأكثر استخدامًا لتتقدَّم بسرعة.
(٧) اختَرْ مفرداتك
عندما تُقدِم على تعلُّم اللغة التي تريد، يجدر بك أن تتعلَّم أولَ شيءٍ الكلماتِ المفيدةَ التي تتردَّد كثيرًا. بعدَ تعلُّم التحيات الأساسية والتعبيرات المهذَّبة، ينبغي أن تتعلَّم الكلمات والعبارات التي ستحقِّق أقصى نفعٍ لك.
فأُرجِّح لك البدءَ بتعلُّم الكلمات والعبارات الأساسية مثل: «أودُّ أن…». فهذه عبارةٌ مفيدةٌ في جميع اللغات، يمكنك أن تستعملها في قول: «أود الحصول على غرفة»، «أود الحصول على كوبٍ من القهوة»، «أود مقابلة السيد سميث»، «أود الذهاب إلى باريس»، «أتمنَّى تناوُلَ الطعام في مطعمٍ فرنسي» وهكذا.
(٨) تعلم اللغة الرسمية قبل اللغة غير الرسمية
معظم اللغات تميّز بين الأسلوب الرسمي والأسلوب غير الرسمي في المخاطبة. يُستخدم غير الرسمي مع المقرَّبين كالعائلة والأصدقاء، بينما يُستخدم الرسمي مع الغرباء أو في المواقف الجادة.
في الفرنسية مثلًا: tu لغير الرسمي و vous للرسمي، وفي الألمانية: du و sie. اختيار الضمير يؤثّر في تصريف الفعل، واستخدام الأسلوب الخاطئ قد يُعَدّ إهانة.
بعض اللغات، مثل الملايو والصينية واليابانية، تمتلك مستوياتٍ متعدّدة من الرسمية تُعبّر عن الاحترام؛ لذا من المهمّ تعلُّم الأسلوب الرسمي أولًا، مع فَهْم غير الرسمي واستشارة المتحدثين الأصليين لمعرفة ما يناسب كل موقف.
(٩) تعلُّم الأبجدية
تعلُّم أسماء حروف الأبجدية في اللغة التي تدرسها ضروري، لأنك ستُسأل كثيرًا عن طريقة تهجئة الكلمات أو اسمك. حتى لو كانت الأبجدية مألوفة، فإن نطق الحروف يختلف من لغةٍ لأخرى.
تدرَّب على تهجئة اسمك بثقة، واطلب من الآخرين تهجئة أسمائهم لتتمرن. كما ستحتاج لفهم تهجئة الكلمات عند سماعها، خصوصًا في المواقف المهمة.
(١٠) حفِّز نفسك
لتحافظ على تقدُّمك في تعلُّم اللغة، ضع أهدافًا يوميةً واضحة، وكافِئ نفسك عند تحقيقها. مثلًا: «سأنهي الدرس الرابع عشر وأترجم ثلاث جمل»، ثم كافِئ نفسك بوجبةٍ مميزة، أو منتجٍ باللغة التي تتعلَّمها، أو حتى يوم راحة.
أنشئ أيضًا خطةً بديلة للأيام التي يضعف فيها حماسك؛ كأن تستمع إلى دروسٍ صوتية أثناء أداء الأعمال اليومية أو القيادة. المهم أن تبقى على تواصُلٍ مع اللغة بأي شكلٍ من الأشكال.
بهذا الأسلوب ستحافظ على دافعك، وتقترب بخطواتٍ ثابتة من هدفك في التحدُّث والفهم بسرعةٍ وكفاءة، عبر منهجٍ تصنعه أنت بنفسك حسب احتياجاتك.
هذه بعض الخطوات العملية التي ستساعدك في معرفة آلية وكيفية تعلم اللغات بسرعة وذكاء، وأرشح لك قراءة دليل تعلم اللغات عبر الإنترنت للمبتدئين. ومتابعة قناة EduMeFree على تيليجرام فهي تعتني بنشر محتوى تعليمي مجاني عن اللغات.